وزير التعليم | التنسيق يوزع الطلاب على الجامعات كقطع شطرنج ..وقرار تطبيق نظام الثانوية العامة الجديد نهاية يوليو


تنهال علينا الأسئلة والإقتراحات والتخوفات والتهكم كثيراً وبالذات من صفحة "تمرد على المناهج التعليمية" على فيسبوك. لقد حاولت كثيراً التحاور معهم وهذا ما كتبته منذ دقائق على صفحتهم لعلني استطيع الإجابة عن المخاوف وأصلح بعض المفاهيم:
------------------------------------------------------------
رسالتي إلى أعضاء "تمرد على المناهج التعليمية":
أعتقد انكم تعلمون انني اقرأ ما تكتبون وقد حاولت كثيراً الإيضاح والشرح لعلني اكتسب بعضاً من الثقة وأن نجد الوقت والمساندة كي ننجح في المهمة الشاقة جداً. وبالتالي لا حاجة لأن نتظاهر ٢٤ ساعة يومياً "نكرر فيها نفس المخاوف" ونتهكم على الدولة والمسؤلين وكل من يحاول الإصلاح.
أنا سمعتكم وقد قلت بكل وضوح أن التعليم المصري فقد الكثير وأن معظم اولادنا لا يتأهلون بالشكل المناسب لكي يساعدون هذا البلد على التقدم. لقد فقدنا الهدف وإختلط التعليم بفكرة الحصول على شهادة بتعليم أو بدون تعليم! هل نحن فعلاً نعتقد أن اولادنا تعلموا شيئاً أم كل اهتمامنا بالشهادة؟ وهل تكافؤ الفرص عن طريق مكتب التنسيق هو الحل الأمثل؟ هل الحصول على فرصة في الجامعة لا تتناسب مع المهارة أو الرغبة جيد؟ هل أن نخرج الألاف بلا حاجة اليهم أو وجود فرصة عمل شيئٌ جيد؟
سأقول مرة أخرى:
١) الثانوية العامة قتلت التعليم المصري وأنتجت صناعة كاملة للدروس الخصوصية يصرف فيها أولياء الأمور أكثر من ٣٠ مليار جنيه سنوياً.
٢) الثانوية العامة غيرت الإهتمام من التعلم إلى الحصول على مجموع بأي ثمن وبأي طريقة أخلاقية أو غير أخلاقية.
٣) الدفاع عن الثانوية العامة هو تكريس لفشل التعليم المصري وإستمرار النزيف الحالي لقدرات اولادنا.
٤) تدريب اولادنا على شكل نمطي للإمتحان وإجابات نموذجية هو قتل للإبداع والقدرة على التفكير والبحث.
٥) توزيع الطلاب على الجامعات وكأنهم قطع شطرنج بدون النظر لإحتياجات الدولة من التخصصات أو قدرة الجامعات الإستيعابية أو رغبات وقدرات الطلاب هو عدالة إجتماعية مزيفة وضارة بالمجتمع كله وضارة بالتنمية والتنافسية.
٦) إن إلغاء التنسيق وإستحداث طرق جديدة ليس معناه أن تختفي العدالة الإجتماعية أو تسود الواسطة والمحسوبية.
٧) من المحزن أن نتكلم عن الواسطة والمحسوبية وكأنها الأساس وأننا جميعاً اصبحنا بلا ضمير وطني. إن كان هذا هو الحال فدعونا نكتفي بما نحن فيه ونعاقب كل من تسول له نفسه أن يفكر فيما هو أفضل.
٨) هناك دائماً بداية لكل تغيير وهناك دائماً حل مثالي لكل مشكلة.
٩) أنا أعلم مشاكل المناهج والكمبيوتر النظري والرسم والشهادة الإبتدائية وضرورة الإهتمام برياض الأطفال والطفولة المبكرة وخوفكم من تحكم المدرسين في الدرجات واستفحال الدروس بدلاً من القضاء عليها واستفحال الواسطة بدلاً من العدالة الإجتماعية.
١٠) كذلك أعلم طلبات المعلمين المتكررة بزيادة المرتبات والتثبيت والترقية والإغتراب والإستثناء من شروط كثيرة! وأحاول جاهداً حلها بما يضمن حياه أفضل للمعلم المصري.
وهذه بعض الإيضاحات:
١) إن زيادة المرتبات تتطلب موازنات ضخمة من الدولة ونعمل عليها بكل ما أوتينا ولكنها تحتاج الصبر لأننا نراجع قانون التعليم وننتظر توفر الموارد ثم الإجراءت الكثيرة الإدارية وقد يتطلب هذا أن تتم الزيادة على أكثر من مرحلة لمراعاة الضغوط الهائلة على الموازنة العامة للدولة. لذلك رجاء أن تثقوا اننا نعمل على هذا ولا حاجة أن نتحدث عن هذا يومياً طالما تعرفون اننا نعمل على حل هذا الموضوع الصعب.
٢) إن تغيير الثانوية العامة كنظام تقييم أوحد ضرورة حتمية إذا اردنا أن نعود إلى التعلم وليس صناعة إنتاج المجموع بلا تعلم.
٣) إن الوزارة لن تطبق أي نظام جديد بدون الإطمئنان إلى نجاحه. إن العمل المطلوب شاق وأكاديمي ويتطلب وقتاً كبيراً لذلك أرجوكم أن نتحلى بالصبر لأن الضغط علينا ليل نهار لا يتيح لأحد فرصة العمل والتروي والإجتهاد.
٤) إن إستخدام كلمات مثل "هلع"، "مرعوبين" وخلافه لهو مبالغة كبرى في تقدير الأمور. ليس هناك سبب لكل هذا. أنا أحاول جاهداً أن اشارككم كل ما يحدث حتى نهدأ جميعاً.
٥) إن تغيير أو تعديل المناهج ليس بالأمر السهل أو بالأمر الذي يقوم به غير المتخصصين.
٦) إن كل ما تطلبون يحتاج وقتاً وجهداً وكفاءة ليس من السهل ايجادها.
٧) إن القرار الخاص بالنظام الجديد سيكون في الأسبوع الأخير من شهر يوليو بعد إنتهاء العمل الحالي مع العشرات من الخبراء والمؤسسات الدولية والتشاور مع التعليم العالي وأجهزة الدولة.
في النهاية، حاولت أن استعرض ما نفعل وأجاوب على كل المخاوف قدر الإمكان. اتمنى أن يكون في حوارنا "طاقة إيجابية" وأن ندرك أن الهدف القومي لتطوير التعليم يستحق منا أن نتحلى بالشجاعة والصبر وأن نعمل جميعاً على تحقيقه وأن نتجرد من الأهداف الشخصية إلى الأهداف القومية.
والله ولي التوفيق والمستعان.