الموضوع
الثالث
التكامل بين
المنهج الاستقرائى والمنهج الاستنباطى
يحوز العلرم قيمة كبرى عند معظم
الناس ليس فقط بسبب صرح المعرفة الذى شيدته اجيال عديدة من العلماء عبر القرون
وليس فقط بسبب التطورات التقنية بل ايضا بوصفة تحليا للموهبة البشرية فى البحث فى
مختلف المجالات والانجازات السريعة المتلاحقة .
ان قيم العلم الكبرى تكمن فى تمتعه
بسلطة معرفية متفردة بسبب منهجة فى البحث الذى يتميز بخصائص فريدة اهمها الموضوعية
والعقلانية .
اولا: المفهوم المعاصر للعلم :
·
1-يتطور العلم عبر عدة مسالك
·
استقرائيا عبر مراكمة نظريات صادقة او محتملة تدلل عليها الشواهد التجريبية
والحقائق الملاحظة .
او استنباطيا عبر اختبار نظريات فى مقابل قضايا اساسية
وعبر الاستعاضة عن تخمينات قابلة للتقنيد بتخمينات معززة على نحو يحسن ارجحية
نظرياته. *
* او ادائيا عبر تطوير نظرياته التى وان لم
تكن صادقة الا انها تشكل ادوات فعالة للتنبؤ .
* والعلم لا
يعترف باى مرجعية او سلطة خارجية سواء اكانت سلطة سياسية او دينية او نصية او حتى
سلطة بديهيات ان مرجعيته هى العقل العلمى وحده او الحجة العلمية وحدها ومرجعية الملاحظات والفروض
والتجارب هذه هى المرجعية الوحيدة التى يحتكم اليها العلم .
*كل العلوم
خصوصا الكمى منها ترتبط الى حد كبير بجداره الاستدلال المنطقى والحجج الصحيحة
استنباطيا بالثقة لكنها تعول ايضا على الحجج الاستقرائية التى تنتقل من معطيات
متناهية الى نظريات عامة .
* لقد ذهب
فلاسفة العلم منذ امد بعيد الى ان قدرة النظريات على التفسير كما هو الحال فى
هندسة اقليدس انما تعود الى كونها انساقا منظمة استنباطيا غير ان النظريات العلمية
خلافا للانساق الاستنباطية التى نالفها فى الرياضيات او فى المنطق تعد مجموعة من
الفروض تختبر عبر استنباط منطقى لقضايا تشمل ادلة تستند الى ملاحظات وتجارب .
ثانيا:
الفروض فى المنهج الفرضى الاستنباطى :
حسب نظرية
اقليدس التى هى نسق اكسيوماتى اى يقوم على التسليم بقضايا معينة تكمن فى مجموعة
صغيرة من البديهيات والمصادرات او المبادئ
وهذه القضايا لاتتم البرهنة عليها
فى النسق الاكسيوماتى بل تفترض صحتها ضمن النسق وعدد كبير من المبرهنات تشتق من
المبادئ عبر الاستنباط وفق قواعد المنطق وفضلا عن المبادئ والمبرهنات ثمة تعاريف
الحدود مثال الخط المستقيم الذى يعرف الان عادة بانه اقصر مسافة بين نقطتين
والدائرة المحل الهندسى للنقاط متساوية البعد عن نقطة معطاه وبطبيعة الحال تتكون
التعاريف من حدود لا يتم تعريفها فى النسق الاكسيوماتى مثال النقطة والبعد لو تم
تعريف كل حد فى النظرية لما كان لعدد التعاريف نهاية مما يتطلب ان تكون بعض الحدود
غير معرفة او اولية .
* يتضح كيف
تتضافر مبادئ اقليدس فى انسفة عدد كبير لا حد له من الحقائق العامة المختلفة
بوصفها مبرهنات مستنبطة منطقيا اذا قمنا بقياس زوايا المثلث الداخلية لوجدناها
تتالف دائما من 180درجة يلزم تفسير ذلك
مباشرة عن مبادئ اقليدس فهى تمكننا من اثبات ان مجموع زوايا المثلث الداخلية يساوى
180درجة على وجه الدقة
مثال: لاسبيل
لاجراء اختبار مباشر بالملاحظات والتجارب لجزيئات الغاز الشبيهة بكرات
البليارد ومن ثم يتوجب علينا ان نعامل هذه
المبادئ غير المستنبطة بوصفها فروضا تم التدليل عليها بطريقة غير مباشرة بواسطة
القوانيين التجريبية التى يمكن اشتقاقها منها والتى يمكن اختبارها مباشرة بواسطة
الملاحظة والتجربة وهذا هو سبب تسمية اسس
النظرية التى تدعمها نتائج مستنبطة من الفروض باسم النموذج او المنهج الفرضى
الاستنباطى
* وترتبط هذه المبادئ بمنهج محدد فى كيفية اختبار النظريات يعرف بالمنهج
الفرضى الاستنباطى مفادة ان العلماء يقومون بالتنظير اى وضع الفروض لكنهم لا
يقومون باختبارها مباشرة لانها تتعلق عادة شان معظم نظريات العلم بعمليات لا
نستطيع ملاحظتها مباشرة .
* ان العلماء يستنبطون نتائج قابلة للملاحظة من تلك الفروض ثم يختبرونها
بالوسائل التجريبية المعروفة ومن ثم يكون
الاختبار تم بصورة غير مباشرة عبر الفروض المستنبطية .
* ان المنطق العلمى للافتراض لايبدأ بالملاحظات كما يزعم اصحاب الاتجاه
الاستقرائى لكنه يبدأ ويتاسس بالحدوس الافتراضية بعد ذلك يقوم بتفنيد هذه الحدوس
استنادا الى التجربة والملاحظة فالحدس الافتراضى قد يجتاز عددا كبيرا من الملاحظة
والاختبارات الدقيقة والحاسمة ولكن فى
النهاية لا نطلق عليه نظرية علمية او قانونا او تعميما يقينا لانه قد يثبت العكس
ولكنه سيكون مفيدا لنا ايضا .
وعلى ذلك فان الفرق بين المنهج الاستنباطى والمنهج الاستقرائى يتمثل فى :
- ان الاستنباط هو عملية استخلاص منطقى بمقتضاها ينتقل الباحث من العام الى
الخاص يبدأ بوضع مقدمات عامة ينزل منها متدرجا الى عناصر تندرج تحت هذه المقدمات .
ولهذا فالنتيجة التى يتوصل اليها الباحث تكون متضمنة فى المقدمات وبالتالى
تعتبر نتائج الاستنباط اخص من مقدماته ويتلخص معيار صدق النتائج فى مدى اتساق
النتائج منطقيا ورياضيا مع المقدمات ويطلق احيانا على هذه الطريقة طريقة القياس
وانما هناك حجج استنباطية لاتقتصر على القياس التقليدى .
* ونحن لا ننظر فى المنهج الفرضى الاستنباطى الى المبادئ ةالاسس التى يقوم
عليها البرهان الرياضى على انها صادقة او غير صادقة حيث اصبحت هذه المبادئ مجرد
فرضيات تخضع لعدة شروط من بينها الوضوح والاتساق وان تكون مستقلة عن بعضها البعض .
* والذى يهمنا فى النسق الرياضى الناتج عن هذه الفرضيات هو طايع النظام
والاتساق الداخلى المنطقى وخلوة من التناقض ويكون صدق النتائج فى المنهج الفرضى
الاستنباطى صدقا صوريا حيث ان الوصول اليها تم دون التناقض مع الاولويات التى تم
الانطلاق منها .
2-نموذج كارل همبل
يعد نموذج عالم المنطق والفليسوف كارل همبل المسمى نموذج القانون الحصرى
المستغرق القائم على اساس قواعد المنطق الاستنباطى او على اساس المنهج الفرضى
الاستنباطى اكثر النماذج نجاحا وذيوعا وتاثيرا فى العلوم الطبيعية والاجتماعية
ولعل احد اسباب اهمية نموذج همبل تكمن فى
تقاطع هدفى التفسير والتنبؤ فى نموذجه وهما اهم اهداف العلم اذا استثنينا الهدف
المتمثل فى الوصف
*فالتفسير المحكم الجيد يتم صياغته وفقا لراى همبل فى صورة تنبؤ محدد
المعالم ولكى يتم تفسير حدث ما يتعين ان تتم صياغته باعتباره نتيجة لحجة معينة يتم
اشتقاقها من سلسلة من المقدمات والشروط.
* ويتطلب نموذج همبل وجود احد القوانين العامة التى ينطوى تحتها الحدث
المراد تفسيره ولا يختلف الوصف الذى يقدمه همبل لتفسير الوقائع باختلاف تلك
الوقائع فيزيقية كانت او اجتماعية .
* فكل التفسيرات المحكمة سواء تعلقت بالسلوك الانسانى او حركة الكواكب ان
هى الا وصف دقيق للشروط الاولية للحدث المراد تفسيرة مع وجود قانون عام يشمل
الحالة او الحدث .
*والتفسيرات عند همبل فى الاساس سببية عليه لقد اراد همبل من خلال اعادة
بناء منطق التفسير او بنية المحاجة ان يصل فى صورة محكمة الى البناء المنطقى
والعقلانية الكامنة وراء الطرق المتباينة التى تجيب بها العلوم التجريبية عن
الاسئلة التفسيرية .
ويتاسس منطق التفسير عند همبل على اساس معيارين مختلفين للملاءمة والدقة :
1-يقوم المعيار الاول على افتراض ان التفسير المحكم الجيد يتطلب ان تكون كل
المقدمات صادقة او على الاقل يتم اختيارها
على اساس قيمة احتمال مرتفعة ويقوم هذا الافتراض على اساس الزعم بان النتيجة
الصادقة يمكن استدلالها من خلال الجمع المنطقى (رابط الوصل) بين مجموعة من
المقدمات على افتراض صدق كل تلك المقدمات وهناك حالات اخرى تقدم فيها المقدمات
اسبابا وجيهة للاعتقاد فى صدق النتيجة او فى احتمال صدقها اى ان الحالات الاولى
تتعلق بالاستدلال الاستنباطى والحالات الثانية تتعلق بالاستدلال الاستقرائى
2- يتعين ان يتوفر لاى تفسير سببى مقدمة تتضمن قانونا عاما واحدا صحيحا على
الاقل ولاتختلف النماذج التفسيرية ولا ينبغى ان تتباين باختلاف العلوم من هنا كانت قناعة همبل فى امكان ان تتجسد هذه
النماذج التفسيرية فى مجالات العلوم الاجتماعية من قبيل علم النفس وعلم الاجتماع
وغيرهما .
3- نموذج وليم هوويل – كلود برنار :-
عمل الفليسوف الانجليزى وليم هوويل على تطوير المنهج التجريبى الاستقرائى
الى المنهج الفرضى الاستنباطى حيث يرى ان الفروض تاتى اولا وليس الملاحظة ثم يتم
اختبارها والحكم عليها تجريبيا .
وايده فى ذلك العالم والفليسوف الفرنسى كلود برنار الذى راى :
* ان الفكرة الفرض اسبق من التجريب وهى قد تتولد من الحدس او العقل او
اللاشعور او الملاحظة الامبريقية ثم ياتى دور التجربة لاختبار هذه الفكرة .
* ويتم الاختبار عادة عن طريق استنباط نتائج جزئية تلزم عن هذا الفرض
* ومن ثم ياتى دور التجريب والملاحظة فاذا جاءت النتائج متفقة مع النتائج
المستنبطة من الفروض يسلم بها مؤقتا واذا لم تتفق معها يتم تعديلها او الغاؤها
والبحث عن فروض جديدة واهم ما يميز هذا المنهج انه يجمع بين الاستقراء والاستنباط
فى مركب واحد .
3- موقف الوضعية المنطقية :
ومن اهم الافكار الفلسفية المتعلقة بطبيعة المنهج العلمى والتى ظهرت خلال
النصف الاول من القرن العشرين هى تلك التى قدمتها الفلسفة الوضعية المنطقية والتى
ترى ان المنهج العلمى يقوم على
*جميع البيانات حول المشكلة المطروحة .
* وضع تعريف اجرائى لكل من المفاهيم الاساسية المكونة للمشكلة المراد البحث
فيه .
*ربط التعريفات الاجرائية معا وتكوين تعميمات(فرضيات ) منها.
*الاستنتاج من هذه التعميمات والتحقق منها بالتجربة
تزداد الثقة بالتعميمات اذا ايدتها النتائج او نفيها او تعديلها او تبنى
غيرها اذا جاءت النتائج غير ذلك .
* ويعد معيار التحقيق من صدق الفروض باستخدام الخبرة الحسية اساس الفلسفة
الوضعية المنطقية واجهت هذه النظرة
انتقادات كثيرة كان من اهمها : ان قوانين العلم مستحيلة التحقيق الامر الذى ادى
الى التخلى عن معيار التحقق الى قابلية
التاييد او قابلية الاختبار اى ان التجربة لاتحقق صدق الفرضية وانما تؤيدها فقط
وقد كان فليسوف العلم كارل بوير من اكثر المنتقدين لاراء المدرسة الوضعية المنطقية
حيث يرى ان البحث عن الصدق وليس اليقين هو الهدف الدائم للعلم التجريبى لانه ليس
هناك علم تجريبى يقينى من وجهة نظره ان
المنهج العلمى يقوم على المحاولة والخطأ ويتم وفق الخطوات الاتية :
البدء بوجود مشكلة اما تجريبية او نظرية .
-فهم المشكلة عن طريق فهم الصعوبات التى تواجهها مما يمكن العالم من طرح حل
(فرض) لها .
- نقد الفرض ومحاولة اثبات خطئة (تكذيبة) عن طريق الاختبار التجريبى له او
فحصة منطقيا
-الوصول الى موقف جديد يحمل مشكلات جديدة .
-فالمنهج العلمى عنده يقوم على محاولة اختبار الفروض ونفيها او تكذيبها
وليس على اثباتها كما فى الوضعية المنطقية وفى كل مرة نتخلص فيها من فرض غير مناسب
نتقدم تحو الحل الصحيح للمشكلة اكثر فاكثر وبالتالى فان منهجة يقوم على التصحيح
الذاتى اى ان العلم يصخح نفسه بنفسه باستمرار وانطلاقا من الافكار السابقة وتطورها
خلال السنوات القليلة السابقة ظهرت فكرة تعدد المناهج او تعايش الاطر الفكرية او
ما يسمى بالنماذج الارشادية حول العلم والمنهج العلمى ما تعايش معا فى وقتنا الحاضر فهناك من يتبنى الوضعية
المنطقية وهناك من يتبنى النموذج الفرضى
الاستنباطى الى غير ذلك
ثالثا: التكامل بين المنهجين الاستقرائى والاستنباطى :
ولعلنا هنا نكون قد ادركنا ضرورة التكامل بين دور الفرض من المنظور
الاستقرائى التجريبى والمنظور الاستنباطى الرياضى حيث الفرض ضرورى فى كليهما وان
اختلف مكانه فى كل من المنهجين والمنهج العلمى فى نهاية الامر ينشا من المزاوجة
بين العقلانية والطرق التجريبية فى البحث وان اختبار الفروض جزء اساسى من المنهج
العلمى والاسئلة التى تقود الى اختبار الفرضيات هى التى تستحق الدراسة لانها تضمن
الوصول الى معرفة حقيقية وتلعب التجربة دورا اساسيا فى اختبار الفروض وهذه الخطوة
من اهم الخطوات فى البحث .
* فالفرض فى حد ذاته ليست له قيمة علمية مالم تثبت صحته اثباتا موضوعيا
مقنعا وغالبا ما يقود الفرض الى اجراء التجارب والقيام بملاحظات جديدة اذا ايدت
التجارب والملاحظات العلمية صحة فرض من الفروض دون ان يوجد فرض اخر يناقضة فان
الفرض الصادق ينتقل الى مستوى القانون .
* المنهج العلمى غالبا مايعنى به الاسلوب الفرضى الاستنباطى ولا يوجد اسلوب
علمى فريد يستخدمه العلماء وانما هم يستخدمون عدة اساليب للبحث والفهم معظمها
يستخدم فى الميادين الاخرى للنشاط الانسانى ونحن نتعلم الكثير من الانتباه للاحداث
المدهشة دون ان نتبع بالضرورة الاسلوب العلمى المشار اليه .
*وتؤدى الفروض وظيفة مزدوجة فى العلوم التجريبية لانها :
- اما ان توضع للكشف عن بعض العلاقات الثابته او القوانين الخاصة التى
تسيطر على طائفة معينة من الظواهر وفى هذه الحالة تكون فروضا من الدرجة الاولى .
- واما ان تستخدم لربط بعض القوانين الخاصة التى سبق الكشف عنها فتكون
فروضا من الدرجة الثانية
الاستدلال فى العلوم الرياضية والطبيعية
1-الاستدلال فى العلوم الرياضية :
يسير المنهج الاستنباطى فى التفكير عكس سير المنهج الاستقرائى حيث يبدأ
بالكليات ومنها ينحدر الى الجزئيات لذلك فان المنهج الاستنباطى :
* من حيث الاساس يختبر حقائق محددة جرى اختبارها سابقا وهو يعتمد فى ذلك
بصورة رئيسة على المنطق وقواعده .
*فهو يستخلص نتائج من القواعد والمفاهيم السابقة حيث كل عنصر منها هو نتاج
فكرة سابقة او بديهية او فرضية ... الخ من المقدمات الفكرية الى النتائج والاحكام
ومنها الى الممارسة .
*بهذا الشكل استخدمت الطريقة الاستنباطية فى السابق لكنها فى الوقت الراهن
تستخدم ليس فقط لتاكيد صحة فرضيات بحثية سابقة (قوانين ونظريات) بل ولاكتشاف
قوانين ونصريات جديدة وهى اذ تستخدم لهذا الغرض فانها تسلك المسار العكس للطريقة
الاستقرائية فهى تقوم
- بتحديد الفرضية (صياغة محتملة لقانون او نظرية ) ومن ثم نقوم باستقصائها
تاريخيا من خلال البحوث المتوفرة
-ونقوم بعد ذلك باختيارها تجريبيا لنعود من جديد فنعيد صياغة الفرضيات
الاولى فى قوانين او نظريات نعود من جديد لتستخدمها فى التنبؤ المستقبلى وفى
التطبيق العملى .
- المنهج الاستنباطى يستخدم بصورة
اساسية فى مجال الرياضيات والعلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية وفى المجال
الفلسفى والدراسات المنطقية .
أ- النسق الرياضى :
تتعددد النظريات الفلسفية التى
تفسر طبيعة الرياضيات
ترى نظرية فلسفية : ان الحقائق الرياضية مجرد بناءات او كيانات فكرية
موجودة فى العقل فقط وتعتمد فى وجودها عليه .
وترى نظرية فلسفية اخرى: ان حقائق الرياضيات ومعادلاتها وعناصرها (من نبيل الاعداد) ليست سوى وقائع مجردة توجد
فقط فى عالم منفصل عن عالمنا المادى الفيزيائى.
واخرى ترى : ان الرياضيات موجودة فقط فى اوراق العلماء اى لا علاقة لها
بالواقع باى صورة من الصور .
واخيرا ترى نظرية : ان حقائق الرياضيات قائمة فى عالمنا الواقعى المادى.
وايا ما كان التفسير الذى ننطلق منه فبناء النظريات الرياضية لا يتاثر
كثيرا بذلك
-بناء متكامل مترابط الاجزاء يتالف من مجموعة من المفاهيم والقضايا نسق
بحيث تشكل هذه القضايا والمفاهيم مقدمات هذا النسق ويضم بمثابة المبرهنات التى يتم
استنباطها والبرهنة عليها من :
أولا: الاستدلال الرياضى
ومعنى هذا ان البناء الرياضى بمثابة بناء يقوم فيه الاستنباط ينتقل بنا من
المقدمات الى النتائج ليكتمل البناء لذلك نصف الرياضيات بانها نسق استنباطى حيث تنصف من هذا النسق بعدة
صفات اهمها :
*قضية تعبر عن تحصيل الحاصل بمعنى ان محمولها لا يضيف جديدا الى موضوعها .
* تعتمد على مبدأ عدم التناقض بين طرفيها .
* تعبر عن اللزوم المنطقى بمعنى ان الشطر الثانى يلزم منطقيا عن الشطر
الاول .
ب- بناء النسق الرياضى .
يتكون النسق الرياضى من مفاهيم
وقضايا يفترضها الباحث ويعتبرها مقدمة (التعريفات، اللامعرفات ، البديهات
والمصادرات) يستنبط منها نظريات (مبرهنات) .
يتم بناء النسق الرياضى من خلال :
1- التعريفات: ان اول خطوة يقوم بها عالم الرياضة هى تعريف المصطلحات
والمفاهيم الرياضية التى ينوى استخدامها حتى لا يحدث اى لبس او غموض ولكل نسق من
انساق الرياضيات او لكل عالم تعريفاته الخاصة به .
فهى تعريفات اشتراطية يضعها عالم الرياضيات ويعرف فيها المصطلحات بماشاء من معانى تساعده فى بناء النسق الرياضى وليس لنا
ان نختلف معه شريطة ان يلتزم بهذه التعريفات طوال النسق ولا يغيرها الا اذا نبهنا
الى ذلك .*
*ومن امثلة ذلك تعريف
اقليدس : للنقطة (بما ليس له اجزاء ) والخط (بانه طول بغير عرض ) والسطح (بانه ما له طول وعرض فقط
وغيرها )
2- اللامعرفات :
*هى الفاظ واضحة بذاتها
يتركها العالم بدون تعريف لانها واضحة بذاتها ومن ثم يستخدمها فى تعريف مفاهيم
اخرى حتى لا تمتد التعريفات الى مالانهاية .
*فهى تعد بمثابة اساس
التعريفات الرياضية فنحن نعرف لفظا باخر حتى نصل الى حدود اولى لا تقبل التعريف
نطلق عليها اللامعرفات من قبيل الطول والعرض وغيرهما .
3-البديهات : (وقد سبق
وان تم شرحها بالموضوع الثانى )
4- المصادرات (المسلمات
) : (وقد سبق وان تم شرحها بالموضوع الثانى )
5- استنباط النظريات
(المبرهنات )
*هى المرحلة التى يتم
خلالها اتمام البناء الرياضى فبعد ان يضع الرياضى مقدماته من نعريفات وبديهات
ومصادرات يبدأ فى استنباط النتيجة او النظرية فصدق النظريات يتوقف على صدق
المقدمات اى ان صدق النظرية مرهون بصدق
المقدمات التى تلزم عنها لزوما منطقيا .
مثال تطبيقى:
*وتعرف بديهيات عالم
المنطق والرياضيات الايطالى "بيانو" (1858-1932)م التى تسمى ايضا مسلمات
بيانو فى المنطق والرياضيات بانها :
مجموعة البديهات المتعلقة بالاعداد الطبيعية .
*تقع بديهيات بيانو ضمن
ثلاث فئات :
الفئة الاولى : تحتوى
على بديهية واحدة تجزم وجوب احتواء مجموعة الاعداد على عنصر واحد على الاقل .
الفئة الثانية : تتضمن
اربع بديهيات تصف خصائص المساواه .
الفئة الثالثة : تتضمن
جملا من الرتبة الاولى تتعلق بالاعداد الطبيعية .
ويقوم نسق بيانو للاعداد
الطبيعية على النحو التالى :
1-الافكار الاولية :
وتتضمن ثلاث افكار : الصفر . العدد . التالى .
2-المسلمات : وهى خمس
مسلمات : الصفر عدد التالى لاى عدد والعدد2 تال للواحد ليس لعددين نفس التالى
الصفر ليس تاليا لاى عدد .
* ان اى خاصية عندما
تعود الى عدد ما فانها تعود الى تالى ذلك العدد وتعود الى كل الاعداد
*وبوساطة كل هذا الافكار
الاولية والمسلمات يمكن لاى رياضى ان يقيم سلسلة لا متناهية للاعداد الطبيعية بحيث
تبدأ السلسلة بالصفر ثم تعرف الواحد بانه تال للصفر والعدد2 بانه تال للواحد ...
وبذلك تحصل على اعداد جديدة كلما تقدمنا فى السلسلة .
4-الاستدلال فى العلوم
الطبيعية :
*الاستدلال الاستقرائى
هو عملية استدلال صاعد يرتقى فيه الباحث من الحالات الجزئية الى القواعد العامة اى
انتقال من الجزيئات الى حكم عام .
* لذلك تعتبر نتائج
الاستقراء وفق التفسير التقليدى وفى معظم الحالات اهم من المقدمات .
*ويتاسس المنهج العلمى
فى مجال العلوم الطبيعية على عدة مبادئ تقوم على اساس الجمع بين مبادئ الاستقراء
والاستنباط او العلوم الانسانية او الاجتماعية اذ لايمكن اخضاع العلوم لنوع واحد
من المناهج ولايمكن المفاضلة بينها من ناحية القيمة وان كان من الممكن المفاضلة من
ناحية الموائمة اذ ان لكل علم موضوعة ومشكلاته وعلى ذلك لا يمكن المفاضلة المجردة بين المناهج .
*اذ ان كل منهج كون
ملائما لدراسة موضوع معين ومن ثم فلا قيمة للمنهج فى حد ذاته فلكل علم منهجة فضلا
عن امكان الجمع احيانا بين اكثر من منهج فى الدراسة ولما كانت الغاية من العلم
تتمثل فى الوصول الى تفسير الظواهر تفسيرا صحيحا والتنبؤ بمسارها فى المستقبل
والتحكم فيها ان امكن ولما كان هذا الامر لا يتحقق الا بمعرفة الاسباب التى تتحكم
فى تلك الظواهر وانه اذا تكررت نفس الاسباب فانها تؤدى حتما الى نفس النتائج فان
العلم يقوم على مبدأين يفسران تلك الاهداف .
5-؟؟؟ الحوادث فى
الطبيعة : يقصد به ان ما وقع فى الماضى يمكن ان يقع فى الحاضر والمستقبل وان
الاشياء تقع بشكل متكرر وفق نظام معين ثابت وهو مايعنى ان المستقبل سوف ياتى دائما
على غرار الماضى .
* ويقصد بها ان كل ظواهر
الكون محكومة بقوانين او هى فى حقيقتها نتاج قوانين معروفة او غير معروفة لنا وانه
لا يمكن لشئ ان ينتج عن لاشئ ولا توجد ظاهرة فى الكون تحدث بدون سبب وعن هذين
المبدأين ينتج ما نسميه بالمذهب الحتمى والحتمية هى المبدأ الاساسى الذى يرتكز
عليه القانون العلمى .
*وتعزى الصياغة الاشهر
لمبدأ الحتمية الى العالم الفرنسى لابلاس (1749-1827) الذى زعم اننا نستطيع ان
نعتبر الحالة الحاضرة للعالم كمعلول لحالته السابقة وكعله لحالته الاتية :
-اذا افترضنا كائنا لدية
قدرة معرفية كاملة لكل شئ ويستطيع معرفة جميع القوى التى تسير الطبيعة حالة جميع
الاشياء المكونة لها فى لحظة معينة
بالنسبة لهذا الكائن لن يكون هناك اى شئ غير معلوم وسيكون المستقبل كالماضى حاضرا امام عينية .
بهذه الصياغة تظهر حتمية
لابلاس ان كل الاحداث حتمية وانه لاوجود لحدث غير محتوم او شبيه بالمصادفة
فالحتمية لاتسمح باى استثناء فالمصادفة غير موجودة ومايمكن ان نطلق عليه صدفه انما
يرجع الى نقص معرفتنا نحن اى ان معرفتنا ناقصة ذاتيا يرجع الى ذواتنا ولايرجع او
يرد الى طبيعة الحدث ذاته .
** من الحتمية الى
اللاحتمية فى العلم المعاصر :
*تعد مشكلة الحتمية من
المشكلات الفلسفية المهمة فى مجال العلم والميتافيزيقا .
*تتعلق الحتمية بموضوع
التنبؤ الدقيق بحالات المستقبل الذى نزعم انه ياتى على غرار الماضى اى هل يمكن
تحديد المستقبل على اساس الماضى؟
* وقد ذهب عالم
الرياضيات الفرنسى بوانكارية(1854-1912) الى القول : بان منشأ مبدأ الحتمية هو علم
الفلك فالنظام الدقيق والثابت الذى تتحرك به الكواكب فى افلاكها حول نفسها وحول
الشمس هو الذى اوحى للانسان منذ بداية الخليفة بفكرة النظام .
* اى ان فكرة الحتمية فى
التفكير العلمى الحديث مرتبطة بفكرة المسار الثابت فكل شئ متحرك بموضعه المكانى
وسرعته فاذا عرفنا موضع ذلك الشئ والسرعة التى يتحرك بها واتجاه الحركة امكننا
التنبؤ بنوع من الحتمية المطلقة اين سيكون ذلك الشئ فى وقت معين او متى سيكون فى
موضع معين ؟
*وطالما ان كل شئ فى
الكون يتحرك اذن فالكون كله تحكمه حتمية صارمه وهى الفكرة التى لعبت الدور الرئيسى
فى الحتمية الالية المنبثقة عن الفيزياء النيوتونية (نسبة الى العالم الشهير اسحاق
نيوتن ) بل ان الايمان بالحتمية تجاوز مجرد التنبؤ الدقيق ليصبح اداة الكشف العلمى
.
* غير ان التطورات التى
شهدتها الفيزياء واسس الرياضيات فى القرن العشرين قد عملت على زعزعة الثقة فى مبدأ
الحتمية لقد اتضح انه فى سلوك الالكترونات والبروتونات والنيوترونات والفوتونات
التى يتكون منها الضوء ليست هناك قوانين تبدو احتمالية على نحو لا سبيل الى انكاره
.
* ومع بداية القرن
العشرين وظهور نظريات علمية جديدة عن الكون والطبيعة تغيرت معها تصوراتنا ومعرفتنا
عن العالم فلم يعد الكون ذلك المعمل البسيط الذى رسمه نيوتن ببراعته العقلية .
*فبرزت نظريات جديدة
تتكلم عن الكون الكبير جدا الذى تقاس وحداته الصغرى بملايين السنوات الضوئية وكذلك
الكون الصغير جدا الذى نسمع عن جسيماته المتناهية فى الصغر ولانكاد نراها .
* فبالنسبة للكون الصغير
فقد تبين للعلماء جزيئات المادة وبخاصة بالنسبة للغازات المختلفة لا تطيع القوانين
النيوتونية الحتمية .
* اما بالنسبة لمستوى
ادق من المادة هو عالم الجسيمات فقد تبين للعلماء ان فكرة المسار النيوتونية التى
يستند ؟؟؟؟؟؟؟ لا تنطبق على سلوك الالكترونات والمقصود بالمسار هو تحديد موضع
وسرعة واتجاه حركة ؟؟؟؟؟ ان يجتمع للالكترون قياسييين دقيقين للموضع والسرعة معا .
خامسا: خصائص المعرفة
العلمية :
تتميزالمعرفة العلمية
بالخصائص التالية :
1-ثبات الملاحظات :
تقوم فكرة العلم فى
منظورة التقليدى على الاقل على اساس مقولتى السببية واطراد الحوادث فى الطبيعة اذ
لا يمكن الحديث عن قيام اى علم دون الارتكان الى فكرة تكرار وقوع الظواهر وثباتها
فكثير من عناصر الطبيعية يتكرر بصورة مطردة ثابته من قياسها والتنبؤ بمجراها .
2- الموضوعية :
العالم فى التصور
المنهجى التقليدى يتعين ان يكون موضوعيا لا يتاثر باحكام القيمة ولا يتاثر برغبات
الافراد واهوائهم .
3-التحقق من صدق الفروض
:
* التحقق من صدق الفروض
يمثل الخطوة الاولى فى مسار الطريق المنهجى للوصول الى القوانين ومن ثم الى
النظريات فى مجال العلوم الطبيعية .
* ان الباحثين فى تلك
العلوم لايختبرون فروضا مفردة معزولة وانما يختبرون انسقة نظرية كاملة .
* هذا الامر واضح اشد
الوضوح فى ميادين البيولوجيا والجيولوجيا ونظريات نشاة الكون فالتجربة فى الفيزياء
لا يمكن ان تفند فرضا واحد معزولا وانما تفند مجموعة نظرية كاملة .
4-قابلية الظواهر
للقياس:
* ارتبطت العلوم
الطبيعية منذ عهد الثورة العلمية ارتباطا وثيقا بالرياضيات حتى ان الكثير من
العلماء يعتبرونها لغة العلم .
* واذا كانت العلاقة بين
الرياضيات وغيرها من العلوم تضرب بجذورها الى ماقبل عصر الثورة العلمية حتى اننا
نستطيع تتبعها الى ماقبل ايام اليونان القدماء فهذه العلاقة توطدت فى العلم
المعاصر بصورة متسارعة خاصة فى مجال الفيزياء والفلك والكيمياء حتى تكون لدى
العلماء نزوع كبير نحو تطبيق الرياضيات كلما امكن ذلك .
* ان سبب نجاح استخدام
الارقام يرجع الى ان العلوم الطبيعية تمتلك مجموعة من العلاقات الثابته التى يمكن
التعبيير عنها بالارقام وقياسها بدقه متناهية من امثلة هذه الثوابت فى العلوم
الطبيعية ثابت سرعة الضوء، ثابت بلانك ، ثابت الجاذبية ، ثابت كتله البروتون
...وغيرها .
5-دقة التنبؤ :
ليس من شك فى ان القدرة
على التنبؤ تعد الهدف الاسمى والاهم للعلم حتى ان بعض فلاسفة العلم يعدون التنبؤ
المعيار المميز بين العلم واللاعلم .
مثال على دقة التنبؤ:
اعتمد عالم الفلك
الانجليزى هالى (1656-1742) على مبادئ نظرية نيوتن فى التنبؤ بعودة المذنب المعروف
الان باسم هالى بعد 72عاما من ظهوره فى السماء فى عصره ولم يقتصر هالى على مجرد
التنبؤ بعودة ذلك المذنب وانما حدد بدقة بالغة تشمل الساعة والدقيقة والموضوع
المحدد لظهور المذنب بعد عشرات السنين لقد بدأ هذه التنبؤ فى عصر هالى خياليا لا
يمكن تصديقه حتى ان البعض ارتاب الفعل فى امكان حدوثة ولكن بعد مضى 72 عاما على
ذلك التنبؤ وبعد رحيل هالى ومعاصريه عن الحياة بزمن طويل عاد مذنب هالى للظهور فى
السماء فى نفس الدقيقة والموضوع اللذان حددهما هالى تماما
أهداف ووظائف العلم بين
النظرية التقليدية والرؤية المعاصرة :
* تتحدجد وظيفة التفسير
العلمى بالنسبة للمدرسة التقليدية فى مهمة الوصف اى وصف الظاهرة ووصف خصائصها فعلى
سبيل المثال دراسة الهيدروجين تعنى وصف مكوناته باعتباره غاز ذى كثافة ذرية قابلة
للاشتعال له الكترون واحد فالتفسير العلمى داخل المقاربة التجريبية هو عملية وصف
مسهب تفصيلى للظاهرة المدروسة ويشترط فى صحة النظرية ان تحمل شرطين :
- معرفة الاسباب الحقيقة
لحدوث الظاهرة : والتى تسمح بتوقعها مستقبلا لان هدف كل علم وصف الظواهر المدروسة
واستخلاص القوانين مما يسمح بامكانية التوقع حيث ان قيمة النظرية يتحدد بقدرتها
على التنبؤ .
- ان يكون التفسير قابلا
للاختبار واعادة الاختبار وهو ما يعنى اللجوء الى التجربة باعتبارها معيار الحكم
على صحة النظرية او عدم صحتها .
* غير ان التحولات
الجذرية التى عرفها العلم الحديث خاصة اكتشاف نظرية الكوانتم والنظرية النسبية
والانتقال الى عالم الماكروفيزياء خلق ازمة فى اساسيات المنهج العلمى مما فرض
ضرورة تغيير النظرة والمنهج للتعامل مع الظواهر الفيزيائية الجديدة وقد فرض هذا
التغيير صياغة ورؤية منهجية جديدة يلخصها الجدول الاتى الذى نقارن فيه بين
الفيزياء الكلاسيكية والمعاصرة .
الفيزياء
الحديثة
|
الفيزياء
الكلاسيكية
|
الخطوات
|
غير مباشرة
|
مباشرة
|
الملاحظة
|
من الصعب
اجراء تجارب فى مجال الميكرو او الماكرو فيزياء
|
اعادة صنع
الظاهرة وملاحظتها فى شروط ضبط تجريبى
|
التجربة
|
غير ممكنة
فى كثير من الحالات
|
خاصية
جوهرية مفترضة
|
الموضوعية
|
واقع
يستحيل قياسه او رؤيته
|
واقع حسى
عيانى ممكن قياسة
|
الواقع
المدروس
|
سيادة اللا
حتمية ونظريات الاحتمال والنسبوية
|
شرط ضرورى
من شروط العلم
|
الحتمية
|
الوصف
،التفسير،التنبؤ(فضلا عن بناء نموذج افتراضى يفسر حدوث الظواهر)
|
الوصف،
التفسير، التنبؤ
|
الوظيفة
والاهداف
|
فيزياء
رمزية ترتبط بالرياضيات
|
فيزياء
تجريبية ترتبط بالواقع والمشاهدة الحسية
|
الطبيعة
|
إرسال تعليق