شرح رؤية الفلسفة للاخلاق البيولوجية والطبية - فلسقة الصف الثالث الثانوى

الموضوع الثاني
رؤية الفلسفة للاخلاق البيولوجية والطبية
ادراك المجتمع العالمى منذ العقد  الرابع من القرن الماضى انه على وشك ان يدخل عصرا جديدا يحتاج الى جهود الفلاسفة لكى يتولوا الاجابة عن الاسئلة الاخلاقية التى ظهرت نتيجة للتطورات العلمية الحديثة فى مجالات متعددة منها علوم الطب والبيولوجيا ويتجسد ذلك فى رؤية الفلسفة للاخلاق البيولوجية والطبية ويمكن توضيح هذه الرؤية من خلال التالى :
أولا: مفهوم الاخلاق التطبيقية والاخلاق البيوتيقية :-
1-تعريف الاخلاق التطبيقية :
تعرف الاخلاق التطبيقية بانها مجموعة من القواعد الاخلاقية العملية التى تسعى لتنظيم الممارسة داخل مختلف  ميادين العلم والتكنولوجيا وما يرتبط بها من انشطة اجتماعية واقتصادية ومهنية كما تحاول ان تحل المشاكل الاخلاقية التى تطرحها تلك الميادين اعتمادا على مايتم التوصل الية بواسطة التداول والتوافق وعلى المعالجة الاخلاقية للحالات الخاصة والمعقدة او المستعصية .
2- الاخلاق البيولوجية والطبية او الاخلاق البيوطبية او ما يعرف الان بالبيوتيقا
هى احد فروع الاخلاق التطبيقية وقد استخدم لفظ البيوتيقا لاول مرة عام 1970 من قبل العالم الامريكى فان بوتر المتخصص فى طب السرطان حينما كتب مقالا بعنوان البيوتيقا على البقاء وقد ظهرت عدة تعريفات لهذا العلم الجديد فى الاخلاق التطبيقية منها :
* تعرف الفيلسوفة الفرنسية جاكلين روس البيوتيقا فى كتابها الفكر الاخلاقى المعاصر بانها علم معيارى يهتم بالسلوك الانسانى الذى يمكن قبوله فى اطار القضايا المتعلقة بالحياة والموت وهو يشتمل على دراسات تجمع بين تخصصات عديدة تهتم جميعا بمجموعة الشروط التى يتطلبها التسيير المسئول للحياة الانسانية فى ظل التقدم السريع والمعقد للمعارف والتكنولوجيا الحديثة للطب والبيولوجيا .
* يعرف ديفيد روا مدير مركز البيوتيقا بمونتريال البيوتيقا بانها الدراسة متعددة الاختصاصات لمجموعة الشروط التى يؤمنها التسيير المسئول للحياة البشرية او للشخص البشرى فى اطار التطورات السريعة والمعقدة للمعارف والتقنيات البيوطبية .
* يؤكد التعريفان على ان البيوتيقا هى الدراسة الفلسفية للجدل الاخلاقى الذى اوجده التقدم الكبير الذى احرزته العلوم البيولوجية والطبية وماترتب عليها من اشكاليات ومسائل اخلاقية لا تتعلق فقط بمجالات علوم الحياة والتكنولوجيات الحديثة فى علم الطب بل ايضا تتعلق بمجالات عديدة اخرى مثل : السياسة والقانون والدين الى جانب الفلسفة .
*الانجاب والتحكم فيه ومدى  مشروعية عمليات مثل الاجهاض والاتجار او التبرع بالسائل المنوى واقتراض  تاجير الارحام .
* نقل الاعضاء بين الاحياء والموتى ومدى مشروعية الاتجار بالاعضاء وتبعات ذلك .
*مدى مشروعية التجريب على الاشخاص والاجنة والانسجة البشرية .
*مدى مشروعية الاستنساخ عموما والاستنساخ البشرى على وجه الخصوص .
* القتل الرحيم او ما يعرف بالمساعدة على الانتحار .
* الاشكاليات المترتبة على عمليات التجميل وخاصة تلك التى لا يكون هدفها فقط تدارك العيوب او القضاء على التشوهات بل لمجرد الاستجابة لرغبات الاشخاص وادامة مظاهر الشباب .
*مدى مشروعية تعقيم المعاقين والتدخل لتحسين النسل وعمليات التحول الجنسى .
* الجراحات العصيبة والعلاج النفسى بواسطة العقاقير والكيمياء العصبية .
ثانيا:البيوتيقا والفلسفة :
هناك ارتباط كبير بين البيوتيقا والفلسفة والذى تتضح معالمة على النحو التالى :
1-البيوتيقاهى –اساسا- فكر اخلاقى جديد اى تجديد لمبحث او فرع اساسى من فروع الفلسفة وهو الاكسجين  حسب التقسيم الكلاسيكى للفلسفة الى ثلاثة مباحث اساسية هى الانطولوجيا او مبحث الوجود والابتمولوجيا او مبحث المعرفة والاكسيولوجيا او مبحث القيم .
2-كان للفلاسفة دور كبير فى نشاة البيوتيقا وتطورها وهذا ما يجسده جهود الكثير من الفلاسفة امثال :
أ-دانيال كالاهان : هذا الفليسوف قد اسس مركز هاستيغز الذى اهتم بنشر الفكر البيوتيقى والتعريف به وكان من اهم انجازاته تاسيس المجلة الناطقة باسم البيوتيقا والمشاركة فى تاليف اول موسوعة بيوتيقية
ب-هاتس يوناس : ذلك الفليسوف الالمانى الذى ساهم بافكاره فى عالمية االفكر البيوتيقى :
التاكيد على الطابع الشمولى للبيوتيقا  وذلك من خلال ربطها باخلاقيات البيئة
تطويره احد المفاهيم الاساسية التى يقوم عليها الفكر البيوتيقى وهو مفهوم المسؤولية .
تنبيهة الى خطورة الابحاث الطبية/البيولوجية بشكل خاص والابحاث والتجارب العلمية بشكل عام ليس على حاضر الانسانية فحسب بل وعلى مستقبلها ايضا .
3-يتجلى الحضور القوى للفلسفة فى الفكر البيوتيقى فى تشكيله اللجان الاخلاقية التى صاحبت نشاته وتطوره فقد كان الفلاسفة من ابرز اعضاء هذه اللجان
4-يحاول اقطاب الفكر البيرتيقى أن يؤكدوا على الطابع العلمى والعملى والواقعى للفكر البيونبقى ، وهذا ذو صفه واضحة بالفلسفة " البراجمانية " التى كانت وما تزال أبرز التيارات الفلسفية الامريكية .
5- دور الفكر البيونيقى فى تجديد واغناء مضامين بعض المفاهيم والمصطلحات القديمة ، وعلى رأس هذه المفاهيم نجد مفاهيم اخلاقية اساسية مثل : مفهوم الحق ، واواجب ، والخير وهذا من صميم الفلسفة وقيمها .
6- أتاح الفكر البيوتيقى مناقشات عميقة لقضايا فلسفية أصلية ترتبط بالذات والشخص ، والحياة ، والموت ، والوجود، والمصير ، والعلاقة مع الاخر .... وغيرها ، وذلك فى وسط جميع الفئات الاجتماعية وليس وسط الاختصاصين وحدهم .
7- ان ما افرزتةالتكنولوجيا الحيوية من قضايا متعددة بدءا باطفال الانابيب ، ووصولا الى وضع الخريطة الجينية للانسان ، ومرورا بالارحام المستاجرة ، والبنوك الحيوية ، والموت الرحيم، وزرع الاعضاء ، والتحكم فى الدماغ البشرى والاستنساخ ..... الخ ، تطرح " إشكاليات أخلاقية " تثير اليوم الكثير من الجدل الفلسفى والقانونى والدينى .
يؤدى الفكر البيوتيقى الى ترسيخ قيم الديموقراطية والحوار ، والتسامح ، والتضامن ، وحقوق الانسان خلال القرن الواحد والعشرين ، وذلك من خلال مناقشة القضايا ذات البعد الفلفسى والقانون والدينى .
ثالثا : مجالات الاخلاق البيوطبية :
يمير الباحثون الانبين ثلاثة مجالات للاخلاق البيوطبية هى :         
أخلاقيات السياسة الصحية
اخلاق العيادة
أخلاقيات البحث العلمى
1-أخلاق العيادة :
*توضعاخلاقيات العيادة من جانب المؤسسات والمنظمات المعنية ولجان الاخلاقيات حتى يسهل اتخاذ القرار ورسم خارطة العلاج مع تقدير واحترام المريض الذى يضع ثقته يعاج فيها .
*يحدد هذه الاخلاقيات العالم والفليسوف " دريفيد روس " بقوله : " أنها ترتبط بكل ما يواجة الاطباء والفرق الطبية من قرارات وشكوك واختلافات قيمية ومشكلات سواء كان ذلك امام سرير المرض ، او بكل غرف العمليات ، او فى مكاتب الاستشارات الطبية او العيادة او حتى منزل المريض .
*وهكذا فان اخلاق العيادةذات أطراف ثلاثة هى : (المريض ،  والطبيب والمجتمع ) وان كانت كل هذه الاطراف تتنافس وتختلف وتقرر : حالة المريض الصحية والامة  وكيفية القضاء عليها ... وغيرها .
2- أخلاقيات البحث العلمى :
*يقصد باخلاقيات البحث العلمى فى مجال البيوطبية بانها. بيان الجوانب الاخلافيه فى الابحاث العلمية التى تتخد الانسان وأجزاء جسمه موضوعا لها .
يرى "ديفيد روس "فى هذا الصدد أنه يلزمنا الوقوف بشكل خاص عند ثلاث قضايا أساسية هى :
أ-تحقيق سعادة جميع افراد المجتمع ومصلحتهم المشتركة .
ب- مراعاة مسئولية الطبيب ازاء مرضاه.
ج- مطالب المرضى الذين يرغبون فى الاستفادة مما يستجد من علاج .
*الجدير بالذكر هنا أن هناك لجان عديدة فى العالم لاخلاقيات البحث العلمى وهى معنية يوضع بروتوكولات البحث العلمىالمتعلقة باجراء التجارب على البشر فى جميع التخصصات ومختلف أنواع الامراض .
3- اخلاقيات السياسة الصحية :
يقصد باخلاقيات السياسة الصحية هى : مجموعة القوانين  والخطط التى تضعها السلطات الطبية المختصة وتوجهها لمجموع المواطنينفى اى دولة دون تمييز.
وتتحدد أخلاقيات السياسات الصحية فى ثلاثة مستويات رئيسية هى :
أ-الصحة العمومية :اى توفير الشروط المناسبة لصحة الانسان الانسان وتقوم استراتيجيتها فى الغالب على الوقاية والحماية من جانب وتحسين الحالة الصحيةمن جانب آخر .
ب-منظومة العلاج : اى المبادى العامة الموجهة السياسة الصحية والتى بموجبها يتم تقديم الخدمة الصحية للمواطنين فى اى منطقة من مناطق سكناهم .
ج-توزيع الموارد الصحية : وتعنى توفير الموارد اللازمة للعلاج سواء كانت موارد مادية او بشرية من طرف السلطات الصحية المختصه ينبغى فى اطار هذه المستويات الثلاثة الحرص من قبل السلطات المختصه على ما يلى :
أ-حق المواطنين فى معرفة هذه التنظيمات الموكول اليه خدتهم
ب-التحقق من مدى احترام حرية وحماية كرامه الافراد المرضى
ج-التحقق من مدى التزام الجميع بمبادىء العدالة والمساواة فى الحصول على الخدمات العلاجية
د-الالتزام بالمواثيق الاخلاقية والتيقن من التزام الجميع بالقيم الاخلاقية للاجهزة الصحية سواء فى القطاع الحكومى ، او الخاص ، أو الاهلى ومعاقبة كل من يتلاعب ويتاجر بهذه القيم او بتلاعب بها .
رابعا : الثورات البيولوجية والهندسية الوراثية
مرت الثورات البيولوجية والهندسة الوراثية فى تطورها بالمراحل التالية :
م
المرحلة
الوصف
1
علم الحياة الجزيئية
وهو علم يحاول فهم اليات الحياة على مستوى الجزيئات والتفاعل بينها ، وقد تولدت من ابحاث علماء وظائف الاعضاء ومن ابحاث الفيزيائيين والكيميائيين ومن ابحاث علماء الوراثة مما أتاح للعلماء معرفة القانون الكيميائى الضرورى لانتقال وترجمة المعلومات الجينية .
2
علم الحياة الخلوية
وهو لا يقتصر على دراسة العلاقة داخل الخلايا  نفسها بل يشمل ايضا وبصفة اساسية دراسة العلاقة بين الخلايا بعضها البعض وفهم هذه الاشارات او الاحاديث التى تدور بين الخلايا خلال حياتها " المجتمعية " امر ضرورى لتفسير آنية الاختلاف بين الخلايا.
3
علم الغدد الصم العصبية
والبحث فيه لا يقتصر على الاتصالات داخل الخلايا ، بل يتعدى ذلك الى اتصالات الاعضاء مع بعضها  وتنظيم وتكامل  النظام الكلى للاشاراتبين الخلايا وهو ما يعرف بالتنظيم السبرانى للكائن العضوى
4
ثورة الهندسة الوراثية
تسمى بتكنولوجيا الـD.N.A وهى اكثر مراحل الثورة البيولوجية جاذبية واثارة للخلاف بين العلماء وهذه التكنولوجيا الحيوية يستطيع العلم من خلالها ان يؤثر فى الحياه تاثيرا مباشرا كما يؤثر فى الوراثة وفى انواع الكائنات .                                    
              





خامسا : القضايا الفلسفية والاخلاقية الناجمة عن الثورة البيولوجية فى ميدان الطب :
صاحب تقدم العوم البيولوجية ظهور  الكثير من القضايا والمشكلات والاخلاقية مثل :
1-   الانجاب الاصطناعى :
يطرح عدة قضايامنها :
التلقيح الاصطناعى : وخاصة فى حالة اللجوء الى طرف ثالث متبرع بالمنى ، مما يطرح مشكلة هوية الطفل وحقه فى التعرف على والده البيولوجى .
الاخصاب خارج الرحم : وما يطرحه من مشكلات تتعلق بتغير طرق الانجاب الطبيعية .
بنوك المنى : وما تطرحه من مشاكل الاتجار فى عناصر الجسم البشرى ، وخاصه بعد الترويج لما عرف ببنوك منى العباقرة .
بنوك الاجنة : وما تطرحه من مشاكل شروط حفظها ، ومدى مشروعية التخلص من الاجنة الفائضة ، ومشكل انتاج اجنة بشرية خصيصا للبحث العلمى ، وما يطرحه ذلك من تعارض مع مبدأ  كرامة الانسان .
استئجار الارحام : وما تطرحه من مشاكل تتعلق بما يلى:
امتهان احدى الوظائف الانسانية التى تؤديها المراة هى وظيفة الامومة .
الابتراز المادى الذى يحتمل ان يتعرض له الزوجان من طرف الام الحاضنة .
قد يتعرض الطفل سواء من طرف الام الحاضنه او من طرف الام الاجتماعية من اهمال فى حالة اصابته بتشوه او مرض وراثى خطير
2- المشكلات المتعلقة بالتجارب الطبية والدوائية :
تتمحور حول :
مشكلة الموافقة المستنيرة : وتتضمن جملة من التعاضارت اهمها التعارض بين :
مبدأ " الموافقة المستنيرة " ومبدأ احترام الاشخاص من جهة .
مبدأى العدالة والاحسان تتطلبى موافقة واعية ، وهذا ما نصعليه قانون " نور مبرج "
تمضية زرع الاعضاء ، وموت الدماغ :
تتمحور حول :
زرع الاعضاء يطرح زرع الاعضاء المشكلات المتعلقة بالسائحين والمستفيدين،وخاصة منها ما يرتبط بندرة الاعضاء القابلة للزرع مما يقود الى مشكلة الاتجار بالاعضاء وتعرض الانسان للاستغلال والامتهان .
موت الدماغ :يطرح موت الدماغ مشكلة التوافق حول قبولة كمعيار لوقوع الموت ؟
وتحديد متى يحصل ؟هل بموت الدماغ ككل ام بموت الدماغ العلوى رغم استمرار جذع الدماغ فى اداء وظائفه؟
الحالة النباتية : تطرح الحالة النباتية مشكلة التمييز بين الغيبوبة قصيرةالامد والطويلة الامد التى وصلت الى نقطة اللارجوع ؟ ومشكلة مدى مشروعية نزع الوسائل الاصطناعية الداعمة ؟
ماهية الطبيعية الانسانية : وتدور قضية الطبيعة الانسانية حول هل تتعلق بالجانب الجسمى ام بالجانب النفسى أم بهما معا ؟
نزع الوسائل الاصطناعية الداعمة :
قيمة الحياة : من حيث هل نقدر الحياة النوعية فقط ام ان الحياة فى جميع  اشكالها تتطلب منا التقدير والاحترام ؟
وعموما ، تستلزم قواعد الاخلاق الجديدة التصرف فى الجهاز العصبى وفق مبدأ  الموافقة الواعية ، وتحقق الثقة اللازمة بين الطبيب والمريض ، والامتناع عن كا ما يهدد بانتهاك الكرامة الانسانية او باحداث التغير فى الطبيعة الانسانية .
بعض المشكلات التى تظرحها محاولات التحكم فى الانجاب :
وتتجسد فيما يلى :
تنظيم النسل:يطرح تنظيم النسل مشكلات ترتبط بحريات الافراد ، وخاصه  حتى يندرج فى اطار مشاريع الدولة ، وما يمكن ان يرتبط بها اهداف ذات علاقة "بتحسين النسل"
الاجهاض: يطرح الاجهاض مشاكل تتعلق بوضعية الجنين ومتى يكتسب صفة " الشخص"، وتعارض حقوق الجنين مع حقوق الام ، وتعارض حقوقهما معا مع حقوق المجتمع .
نماذج من اراء الفلاسفة فى قضية تنظيم النسل :
أ.افلاطون :
لقد راودت "افلاطون " فكرة تنظيم النسل فى اطارطبقة الحراس (الحكام والجهد ) – حين وضع اسس انشاء جمهوريته الفاضلة وفقا للتصور التالى:
حاول أن يضع قوانين تحدد النسلوتنظمه، والهدف من ذلك هو ايجاد نخبة جيدة من الاطفال الذين يشكلون جيل المستقبل فى الجمهورية .
وقد ذهب الى ان اللقاء الزوجى يجب أن يتم فى مناسبات معينة تحددهاالدولة حتى يستطيعوا ان يحتفظوا بعددالسكان ثابتا بقدر الامكان حرصا على الاحتفاظ بالحجم المناسب للدولة .
اما للعمر المحدد للانجاب فهو بالنسبة للنساء ما بين العشرين والاربعين اما الرجال فيما بين الثلاثين والتحسين .
اذا حاول رجل ان يستجب اطفالا للدولة قبل هذه السن او بعدها ، فسنتهمه بانه اثم فى حق الدين والعمل اذا انه لو افلح فى اخفاء ميلاد اطفاله فمعنى ذلك انه ياتى للدولة باطفال لم يقترن مولدهم ببركات القرابين .
والصلوات التى يقوم بها المهنة والكاهنات وكل هيئة دينية فى الدولة لكل زواج مبتهلين ان تنجب الصفوة المختارة من للناس أبناء خيرا منهم وان ينجب النافعون للدولة اطفالا انفع منهم اما هذا الذى يفعله اولئك ففيه مخالفة واباحية شنيحة .
خلاصه القول  : لقد كان افلاطون يهمه تحسين النسل ويحض عليه.
ب.هانز يوناس:
-اذا كان افلاطون يهمه تحسين النسل ويخص عليه ، فان الفيلسوف المعاصر " هانز يوناس " يرفض قضية تحسين النسل ، وكذلك الاستنساخنظرا : لانهما يضعان ماهية الانسان موضع التساؤل والقلق .
-منع هانز يوناس كل انواع التدخلات التى تعتدى على القيم الاخلاقية وينصح الاشخاص حاملى الامراض الوراثية بعدم الانجاب وكذلك فهو لا يقبل الاجهاض الا فى حالة الفحص الجنينى ، ويقدم الاولوية لمصلحة الطفل.
سادسا : بعض المشكلات الاخلاقية التى تطرحها تقنيات الهندسة الوراليه :
يترتب على تقنيات الهندسة الوراثية العديد من المشكلات التى تتميز بخطورتها واثارتها للجدل والتى يمكن توضيح اهمها على النحو التالى :
المشكلات
الاثار
1-الجينوم البشرى :
على الرغم من اهمية الجينوم فى تحقيق معرفة احسن بالانسان وبالامراض الخطيرة التى تهدده والجينات المؤولة عنها مما سيسهل اعداد الادوية الناجعة لها بلا ان هناك العديد من المشكلات التى يطرحها فك اسرار  الوراثة البشرية ومنها مشكلة.

التنبؤ  الوراثى ويتمثل فى امكانية ان يعرف الانسان مستقبلة الصحى سلفا ويترتب على ذلك عدة نتائج اهمها :
اضطراب حياة الانسان خاصة اذا علم انه سيصاب بمرض خطير  فى وقت محدد دون ان تتوفر امكانية علاجه .
-تعرض المعلومات الوراثية الخاصة بالافراد لعمليات القرصنة والاستغلال من طرف شركات التامين ومكاتب التشغيل التى يمكن ان تمارس بناء عليها عنصرية من نوع جديد واقصاء للمهددين بالاصابة بالامراض الوراثية الخطيرة من الاستفادة من التامين والتوظيف والضمان الاجتماعى وغيرها .
اجهاض خاصة المتوقع اصابتهم بعض العيوب الخلقية او الامراض او لاتفه الاسباب
توفير مخزون احتياطى للاعضاء والانسجة والخلايا البديلة : وهذا قد يفيد فى :
علاج الامراض الوراثية
القضاء  على العقم
يقوم اكسال كاهن ( عالم الوراثة وعضو اللجنة الاستشارية الفرنسية للاخلاقيات ان التكنولوجيات الاحيائية تفتح افاقا جديدة تمام وبالذات فى مجال " الطب التنبوى " الذى يسنح بالتصرف على جينات قابلية الاصابة بمرض معين من الامراض وهو تقدم عظيم لكن هذ القابلية نسبية ومحدودة اذ لا يوجد حتى الان تشخيص يقينى لما سيحدث وبالاضافة الى ذلك ستكون معرفة المخاطر سابقة فى الغالب على امكانية الوقاية من الامراض ومعالجتها وهذا سيشير المشاكل  الفردية والاخلاقية فى المستقبل من قبل الكثيرين .
2-الاستنساخ البشرى :
والذلى يترتب عليه مشاكل متعددة غير مسبوقة تتمحور حول :
معاينة الافراد المستنسخين من مشكلات الشيخوخة المبكرة الذى تسبب فى موت النعجة دوللى قبل الاوان .
الحرمان من عائلة حقيقية وهوية مميزة ومن الحيرة فى تحديد نوع العلاقة التى تربطهم سواء بالاصول او بالفروع او بالاقارب .
القضاء على مفهوم الوالدية فلا حاجة فى ظل تطور كهذا الى وجود الاب او الام وبالتالى الغاء مفهوم العائلة والامومة والارث  والزواج ...... وغيره .
تهديد الاجيال القادمة بالفقر البيولوجى وبالانقراض الفصل الانجاب عن الجنس
تحويل الانسان الى كائن مصنوع سيفقد الخصائص البشرية بالتدريج .
يقول " اكسال  كاهن " فى هذا الشان : ان الاستنتاج يعد تعديا غير مقبول ا طلاقا على حرية الانسان على حريته الايراد كما هو من اى كائن بشرى ، ليس مصير اى انسان فى جيناته ففى الجينات دوما غير قابل للمعرفة ولئن كانت دماغنا مبرمجه جينيا لقبول صفة البشرية فانه لا يكتسب هذه الصفة الا باتصاله ثقافيا بمجتمع بى الانسان ...... ان على علم الوراثة وعلمائه الا يعتدوا على اعز ما لدى الانسان اعنى كرامته .
سابعا : معايير الاخلاقيات الطبية الحديثة :
يعمل بعض المختصين – بمن فيهم غير الاطباء – على وضع معايير اخلاقية ذات علاقة بالوراثة البشرية ، والتى يمكن توضيحها من خلال التالى :
1-المنفعة :
هى فعل ما فيه الخير لمصلحة المريض
وضرورة ان تكون الرعاية الصحية ذات منفعة للمريض .
واتخاذ خطوات ايجابية لازالة الضرر عن كامل المريض
ولتحقيق ذلك يجب ان تطبق هذه الاهداف على كل من المريض الفرد لتحقيق مصلحة المجتمع كلل .
مثال : تعد الصحة الجيدة لمريض بعينة هدفا طبيا  مهما ، كما ان مكافحة الامراض عامة والوقاية من الامراض الوراثية خاصة من خلال الابحاث وتطبيق اللقاحات محققة للهدف نفسه بعد توسيع نطاقة ليشمل المجتمع كلل .
2-عدم الحاق الاذى :
وتعنى عدم التسبب فى الحاق ضرر او اذى بالمريض سواء عمدا او نتيجة للاهمال .
وبصورة مبسطة فنحن نعتبر انه من تقليل الاهمال ان يقوم انسان بتعريض انسانخ اخر للخطر بصورة غير مبررة واو بدون داع .
المعايير الاخلاقية والقانونية للمجتمع تدعم تطبيق معيار سليم للرعابة مبنى على تجنب خطر  الحاق الاذى بالبشر او تقليله الى الحد الادنى .
وبرغم انه من الواضح ان الاخطاء الطبية تقع بالفعل ، الا ان هذا المبدأ ينم عن التزام مبدئى من قبل مقدمى الرعاية الصحية بحماية مرضاهم وابعاد الاذى عنهم .
2-   احترام الاستقلالية الفردية :
3-   وتعنى حق الفرد فى التحكم فى الرعاية الصحية الخاصة به والبعد عن الاكراه .
4-   ففى القرارات المتعلقة بالرعاية الصحية يعنى احترامنا لاستقلالية المريض احترامنا الاستقلالية المريض انه يمتلك القدرة على القيام بافعال بمحض ارادته وعن وعى وفهمخ للامور وبدون تاثيرات خارجية قد تتحكم فى اتخاذه للقرار الحر والارادى للفعل .
4-المساواة والعدل :
تعنى ضمان كون جميع الافراد يعاملون بالمساواة والعدل :
تعنى ضمان كون جميع الافراد يعاملون بالمساواة والعدل ولكن هل تتوفر المساواة لجميع افراد المجتمع ، بغض النظر عن الجنس ، والعرق والدين والحالة الاقتصادية فى الوصول الى التقنيات الجينية التى من شانها ان تحسن من جودة الحياة .
وباختصار ، فعندما تقوم بتحليل قضايا الاكتشافات المتعلقة بالوراثة البشرية ، علينا ان نظرح السؤالين التاليين من يئتاثر بها ؟ وكيف سيتاثرون بها ؟
ثامنا : اخلاقياتن الابحاث المتعلقة بالوراثة البشرية :
ان اجراء الابحاث المتعلقة بالوراثة البشرية وتطبيقها يتطلب ما يسمى بالموافقة المستنيرة "
فالموافقة المستنيرة مصطلح يصف التزام الاطباء او الباحثين بالسماح للمرضى بان يكونوا مساهمين نشطين فيما يتعلق بالرعاية التى يتلقونها او المشاركة فى الابحاث .
وتذكر ادبيات الاخلاقيات الحيوية خمسة عناصر فى تحليلها للموافقة المستنيرة :
عناصر الموافقة المستنيرة
التوضيح
1.الافصاح
اخبار المريض / المشارك بالمعلومات ذات الصلة بالبحث من قبل الطبيب او الباحث
الافصاح والفهم من المتطلبات الضرورية لصحة الموافقة ويحققان التالى :
يشجع مشاركة المريض المستنيرة والفعالة فى القرارات المتعلقة بالرعاية الصحية .
يشجع على اقامة علاقة مستمرة تسودها الثثقة بين المريض وطبيبة المعالج
2.الفهم
هو وعى المريض وادراكه للمعلومات التى حصل عليها

3.الاهلية
هى القدرة على فهم المعلمات المتعلقة بقرار ما ، وعلى ادراك العواقب المعقولة المتوقعة لاتخاذ هذا القرار او عدم اتخاذه
يكون الشخص قادرا على اتخاذ قراره بشان محل سكنه على سبيل المثال لكنه غير قادر على اتخاذ قراره فيما يتعلق بتناول دواء او المشاركة فى بحث طبى .
فالمبدأ الاخلاقى القائل بعدم الحاق الاذى يوجب على الطبيب حمياة الاشخاص غير المؤهلين من اتخاذ القرارات التى من شانها ان تغرضهم للاذى ، او تلك التى لم يكونوا ليتخذوا لو كانوا مؤهلين وبدرجة كافية .
4.الطوعية
تشير الى حق المريض فى اتخاذ القرارات المتعلقة بعلاجه او مشاركته فى الابحاث الجينية دون ان يتعرض لاية تاثيرات او ضغوط داخلية او خارجية من اى نوع .
الضغوط الخارجية تشمل قدرة الاخرين على فرض ارادتهم على المريض بالقوة او الاكراه او التلاعب ومن المهم هنا التاكيد على ان مطلب الطوعية لا يعنى  ضمنا انه يتوجب على الطبيب الامتناع عن اقناع المريض بقبول النصيحة .
وتنبع أهمية الطوعية من كونها متطلبا متطلبا اخلاقيا لصحة القرار بالموافق .
وتستمد جذورها من العديد من المفاهيم الاخلاقية ذات الصلة ، مثل الحرية والاستقلالية ، والقدرة على اتخاذ القرارات الشخصية .
5-الموافقة
وتعنى قبول المريض / المفحوص للمشاركة فى الابحاث بناء على اقتناعة باهمية دوره .
تاسعا : المضامين الاخلاقية للتحرى الوراثى :
إن تقنيات التدخل الوراثي، مثل الهندسة الوراثية، والمعالجة الجينية البشرية ، والتحري الوراثي ، تثير العديد من التساؤلات الأخلاقية. وفيما يتعلق بالتحري الوراثي:
 يتفق معظم الباحثين وعلماء الأخلاق على أهمية تشخيص مرض مثل متلازمة ليش-نيهان ،والتي تصيب ضحاياها بعد الولادة مباشرة ، وتؤدي لحياة قصيرة وشديدة الإيلام ،تتسم بالتخلف الشديد، والعنف، وإيذاء الذات.
 وقليل من علماء الأخلاق هم من يعترضون على التحري الوراثي بحثا عن مثل تلك الأمراض، طالما كان الإجهاض يمثل خيارا متاحا بموجب القانون .
التمييز على أسس جينية : فالأشخاص المصابون بشذوذات جينية- برغم أنها قد لا تظهر جميعها في صورة خلل وظيفي أو مرض- قد يمنع عنهم التأمين على الحياة، والتأمين الصحي، أو الحصول على التعليم أو الوظائف المناسبة.
- التفرقة في المعاملة: يحرض أرباب العمل على تعيين فقط أولئك الأشخاص الذين تُظهر جيناتهم أنهم مقاومون للمخاطر الصحية المرتبطة بمواقع عملهم – وهو ما يعد بالنسبة لهم خيارا أرخص من جعل بيئة العمل أكثر أمنا للجميع.
- اليوجينيا: قد يتم تطبيق ضغوط اجتماعية أو سياسية على الأفراد لاتخاذ قرارات إنجابية على أساس المعطيات الوراثية؛ فالتزاوج بين من يمتلكون الجينات المرغوبة سيتم تشجيعه، بينما قد يتم تثبيط التزاوج بين فردين يمتلكان صفات وراثية متنحية خطيرة، كما أن النسوة الحوامل بأطفال بهم شذوذات جينية قد يُشجعن – أو يُكرهن- على الإجهاض.

- الحتمية الجينية Genetic determinism: وهي الاعتقاد بأن الخصائص السلوكية والشخصية ، مثل الذكاء أو السلوك الإجرامي ، تنتج في معظمها عن بنية الفرد الجينية، وبالتالي فهي تطبق توجها قدريا Fatalistic على الصحة والمرض . ومن الممكن أن يستخدم ذلك الأسلوب لتبرير التعصب ، وللاستمرار في ممارسة أوجه الظلم على أسس عرقية أو إثنية، وبالتالي قد يتم خلق طبقة اجتماعية من "المنحطين جينيا".


تعليقات