مدرسة المهاجر ( المهجر )› ادب › اللغة العربية › الصف الثالث الثانوى

 مدرسة المهاجر ( المهجر )› ادب › اللغة العربية › الصف الثالث الثانوى
مدرسة المهاجر ( المهجر )
- المراد بأدب المهاجر: أدب هؤلاء الشعراء العرب المهاجرين من بلاد الشام إلى أمريكا الشمالية والجنوبية.
- وقد بدأت هذه الهجرة في منتصف القرن التاسع عشر واستمرت خلال النصف الأول من القرن العشرين .
أسباب الهجرة:
1 ـ الاستبداد السياسي، وكبت الحريات.                                                  2 ـ الصراع المذهبي، والتعصب الديني.
3 ـ البحث عن سعة الرزق.                                                                             4 ـ ميل الشوام إلى المخاطرة والرحلات.
- ظهر نشاط المهاجرين في رابطتين :
- الأولى (الرابطة القلمية) : في أمريكا الشمالية وأسسها (جبران خليل) في نيويورك سنة 1920م، وانضم إليه (إيليا أبو ماضي) أمير شعرائها . و (ميخائيل نعيمة) فيلسوفها وغيرهما من عرب الشام.
- والثانية (العصبة الأندلسية) : في أمريكا الجنوبية سنة 1933م، ومن مؤسسيها: رشيد خوري ( الشاعر القروي ) وإلياس فرحات وغيرهم .
- والفرق بينهما : أن الرابطة القلمية أكثر تجديدا في الشكل والمضمون لتحرر البيئة حولهم ، مما دفعهم إلى التأثر بها.
- أما العصبة الأندلسيةفكانت أكثر محافظة على القديم من لفظ فصيح ووزن وقافية؛ لأن بيئة أمريكا الجنوبية أقل تحرراً، وأهلها من الإسبان الذين لهم جذور عربية، فهم أقرب إلى المحافظة على القديم.

العوامل التي أثرت في أدب المهاجر
1 - الشعور بالحرية في وطنهم الجديد ، دفعهم إلى التغني بالحرية في أشعارهم .. يقول "أمين الريحانى" عندما شاهد تمثال الحرية في أمريكا:
"متى تحولين وجهك نحو الشرق أيتها الحرية؟"
ويقول رشيد أيوب:
            وحقِّك يا حريةً قد عشِقْتُها     وأنفقتُ عمري في هواهَا محاربَا؟
 2 – مزجهم بين ثقافتهم العربية و ما حصّلوه من ثقافة أجنبية . مما جعل ثقافتهم الجديدة ذات سمات تختلف عن ثقافة أشقائهم بالمشرق العربى .  
3 – أثرت البيئة الجديدة فيهم بماديتها والتعصب العرقى و الطبقى و اللونى ، كما أصابهم التقدم الحضارى بما يشبه الدوار . يقول إيليا أبو ماضى :
نسى الطين ساعـة أنه طين      حقيرفصال تيها و عربـد
و كسا الخز جسمه فتباهى      و حوى المال كيسه فتمرد
يا أخى لا تمل بوجهك عنى    ما أنا فحمة ولا أنت فرقد
4 – شعورهم بالغربة و حنينهم إلى أوطانهم و مواطن ذكرياتهم مما جعلهم يميلون إلى النزعة الإنسانية والتأمل و يتطلعون إلى المثل العليا .
يقول رشيد أيوب :
جلست بقرب شباكى      أردد طيب ذكراك
ويقول : إيليا أبو ماضى :
وطن النجوم أنا هنا      حدّق أتدرى من أنــــا
أنا من طيورك بلبل      غنى بمجدك فاغتنى
خصائص أدب المهاجر من حيث المضمون
1 ـ النزعة الرومانسية حيث أثروا فى مدرسة أبوللو  و تأثروا بها .
2 ـ اتفقوا مع مدرسة الديوان فى دعوتهم إلى التجديد و اختلفوا عنهم فى أنهم لم يجعلوا شعرهم غارقا فى الذهنية . بل جعلوه محلقا مع العاطفة .
3- نزعوا إلى استبطان النفس الإنسانية بتأمل الشاعر نفسه و مشاركته الوجدانية لمن حوله . المشاركة الوجدانية: يقول إيليا أبو ماضى :
أنا لا أذكرُ شيئاً عن حياتي الماضِيَةْ
أنا لا أعِرفُ شيئاً عن حياتي الآتيَةْ
لي ذاتٌ غيرَ أنى لسْتُ أدرى ماهِيَهْ
فمتى تعرفُ ذاتِى كُنْه ذاتِى ؟ …  لستُ أدرِى !!
4 ـ التأمل في حقائق الكون والحياة والموت يقول ميخائيل نعيمة :
وعندما الموت يدنــــــو      واللحد يَفْغَرُ فـــــاهْ
أغمِضْ جفونَك تُبْصِرْ     في اللحدِ مَهْدَ الحياةْ
5- النزعة الروحية، وذلك حين وازنوا بين موقف الإنسان من القيم الروحية فى المجتمعات الشرقية و القيم المادية فى المجتمعات الغربية ، فلجئوا إلى الله بالشكوى : فدعوا إلى المحبة و الأخوة الإنسانية يقول نسيب عريضة :
وإذا شئتَ أن تسيرَ وحيـــــــدًا    وإذا ما اعترَتْك منِّى مَلالـــــــــهْ
فامْضِ لكنْ ستَسْمعُ صـــوتي   صارخًا " يا أخِى"  يؤدِّى الرسالةْ
وسيأتيِك أينَ كنتَ صَدَى حُبِّى  فتَدْرِى جمالَه وجَلاَلــــــــــــــهْ
6 ـ الاتجاه إلى الطبيعة والامتزاج بها، وتجسيدها: وجعلها حية متحركة في صورهم يقول شكر الله الجر:
رتِّلى يا طيرُ ألحانـــكِ       في هذى السفوحْ
هو ذا الليلُ وقدْ أهـــرمَ       يمشِى كالكَسِيحْ
7 ـ الحنين الجارف إلى الوطن العربي بعد شعورهم بالغربة: يقول " نعمة قازان" :
غريبٌ أرانى على ضفَّة     كآني غيري على ضِفَّتى ُ
فلا لا أحِبُّ سِوَى قريتِى   ولا لا أريدُ سوَى أُمَّتِــــى
8 ـ معايشتهم أحداث الوطن الأم حبًا له وخوفا عليه : فصاغوا شعرا قوميا .
يقول " رشيد سليم الخورى" :
فغدَا استقلالُ قومي شُهــرتِى    وأغاريدي وشعري وخلودي
9 ـ السماحة الدينية وعدم التعصب يقول شاعرهم :
كل شعب فشا التعصب فيه     هان و الموت من وراء هوانه
خصائص أدب المهاجر من حيث الشكل والأداء والفن الشعري
1 ـ المغالاة في التجديد وبخاصة شعراء الشمال مما أوقعهم في الخروج على قواعد اللغة وقد أشار إلياس قنصل في كتابه " أصنام الأدب"  إلى ركاكة الأسلوب والعثرات اللغوية والخروج على العروض.
وسبب ذلك: (ا) بعدهم عن موطن الثقافة العربية الأصيلة.
                    (ب) الرغبة الشديدة في التجديد.
مات النهار ابن الصباح       فلا تقولى كيف مــــات
إن التأمل فى الحيـــاة        يزيد أوجاع الحيــــــاة
فدعى الكآبة والأســى       و استرجعى مرح الفتاة
نلاحظ أن القافية تائية و لكننا نضطر إلى قراءة البيتين الأخيرين كأن قافيتهما تاء مفتوحة كالأبيات التى سبقتها .
2 ـ اهتمامهم بالنثر : فقد كان حظ أدباء الشمال في النثر أكثر من حظ أدباء الجنوب، فيكاد أدب الجنوب يقتصر على الشعر .
و من ذلك كتب " جبران خليل جبران"  النثرية ذات الطابع الرومانسي: " عرائس المروج ـ الأجنحة المتكسرة ـ دمعة وابتسامة"  كما كتب " ميخائيل نعيمة"  كتابه النقدي " الغربال"  نثرا.
3 ـ ميلهم إلى الرمز : ومعناه أن نتخذ من الأشياء الحسية رموزا لمعنويات خفية كما في قصيدة " التينة الحمقاء"  لإيليا رمزا لمن يبخل بخيره على الناس، فيضيقون به و لا يكون له وجود بينهم، مثل التينة التي بخلت بظلها وثمرها على من حولها فقطعها صاحبها وأحرقها فيقول إيليا :
عاد الربيعُ إلى الدُّنيا بموكبِـــه          فازينتْ واكتسَتْ بالسُّندسِ الشجــــرُ
وظلتِ التينةُ الحمقاءُ عاريـــــةً         كأنهــــــــــــا وتِدٌ في الأرِض أو حَـــجرُ
 ولم يُطِقْ صاحبُ البستانِ رُؤيتَـ          ـها فاجتثَّها فهوَتْ في الناِر تستعــــرُ
من لَيْسَ يسخُو بما تسخُو الحيــ          ـاةُ به فإنه أحمقُ بالحِرْصِ ينتـــحِرُ
4 ـ التمسك بالوحدة العضوية ليس في القصيدة فقط ، بل حرصوا على الوحدة العضوية في الديوان مثل " همس الجفون"  لميخائيل نعيمة، و" الخمائل ـ والجداول"  لإيليا أبوماضى.
5- الاهتمام بالصور الشعرية، وخطوطها الفنية من الصوت واللون والحركة فرسموا بالكلمات صورا تفوق ما يرسمه الرسام بريشته، أو يشكله المثّال أو يعزفه الموسيقى وكان للطبيعة نصيب كبير من هذه الصور .
6 ـ التحرر من قيود الوزن والقافية فجددوا في قالب القصيدة واتبعوا نظام المقطوعة، وشعر التفعيلة المتحرر من الوزن والقافية، اكتفاء بالتفعيلة كما يقول نسيب عريضة في قصيدة (النهاية) ثائرا على الشعب الذي يرضى الذل :
كفِّنُوه ... وادْفِِنُوه
أسْكُنوه  ...  هُوَّة اللَّحدِ العميق
واذهَبُوا، لا تَنْدُبوه، فهو شَعْبٌ
 مَيِّتٌ ليسَ يُفيقْ
7 ـ الميل إلى اللغة الحية والسهولة والوضوح في الأساليب، والتراكيب الهادئة البعيدة عن الصخب .
8 ـ اتخاذهم القصة وسيلة للتعبير مما يساعد على تحليل المواقف الشعورية والعواطف الإنسانية، ومن تجسيد للمعاني، ومن هنا كانت " القصة الشعرية"  لونا من ألوان البلاغة الجديدة في الأداء الشعري عند أدباء المهاجر  .
ومن هذه القصائد " الشاعر والأمة ـ الملك الحائر"  و بعضهم تنوعت قصصه بين النثر والشعر مثل جبران، فمن قصصه النثرية " البنفسجة الطموح" . ومن القصائد المطولة التي تشبه الملاحم مطولة : " على طريق إرم"  لنسيب عريضة في الصراع بين العقل و القلب على قيادة النفس، ومطولة : " الطلاسم"  لإيليا في البحث عن الحقيقة ومطولة : " على بساط الريح ـ وشعلة العذاب"  وهما لفوزي معلوف .
أسئلة مهمة مجاب عنها

لماذا أقبل القراء فى الوطن العربى على شعر أدباء مدرسة المهجر ؟
كما أقبل قرّاء الشعر فى الوطن العربى على شعرهم لأنه يعبر عما يدور فى قلوبهم و أحاسيسهم ويودّون التعبير عنه .
علل: ظهور النزعة الروحية في أدب شعراء المهجر.
نشأت النزعة الروحية بسبب استغراقهم في التأمل وبخاصة حين وازنوا بين موقف الإنسان من القيم الروحية العاطفية في المجتمعات الشرقية، والقيم المادية في المجتمعات الغربية مما جعلهم يلجئون إلى الله بالشكوى ويدعون إلى المحبة ويؤمنون بالأخوة الإنسانية والإيثار والمحبة و التسامح .
التفاؤل من سمات أدب المهاجر مع أن فيه كثيراً من شكوى الحياة.. فكيف تبرر ذلك؟
شعراء المهاجر واجهوا متاعب الرزق ومشقات العمل حتى حصلوا على الثروة التي هاجروا من أجلها، ورأوا ألوانا من الغدر والصراع جعلتهم يكثرون من شكوى الحياة، لكنها شكوى الثائر المتمرد، لا شكوى اليائس المستسلم، ولم تملأ الشكوى نفوسهم بالحزن واليأس، بل دفعتهم إلى النجاح والإقدام.
ما الدوافع التي أدت إلي غلبة الرمز في شعر أدباء المهاجر ؟
الدوافع التي أدت إلى غلبة الرمز في شعر أدباء المهاجر بعضها دوافع نفسية للتعبير عن المراد بطريقة ناعمة ، لا تجرح الشعور ، وبعضها دوافع اجتماعية كالحرص على قوة العلاقة مع الآخرين أو الخوف من المعارضة القوية للصراحة ، وبعضها فنى للرغبة في الأسلوب القصصي الذي يجذب القارئ ويربطه بالنص .
فيم تختلف مدرسة المهاجر عن بقية مدارس الشعر الرومانسي ؟
مدرسة المهاجر كانت خارج الوطن العربي ومتأثرة بالأدب الأمريكي وبالتجديد الشامل في الشعر باتباع نظام المقطوعة والشعر المرسل، والشعر المنثور. وكذلك التجديد في المضمون بكثرة الرمز والحنين إلى الوطن، وشكوى الغربة مع الدعوة إلى التفاؤل فهي شكوى الثائر المتمرد لا اليائس المستسلم .




تعليقات